فصل: قال الدمياطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأنا من بعدُ أرى أن لهذه القراءة وجهًا صحيحًا؛ وهو أن تجعل {هن} أحد جزأي الجملة، وتجعلها خبرًا لـ{بناتي}، كقولك: زيد أخوك هو، وتجعل {أطهر} حالًا من {هن} أو من {بناتي}، والعامل فيه معنى الإشارة، كقولك: هذا زيد هو قائمًا أو جالسًا، أو نحو ذلك. فعلى هذا مجازه، فأما على ما ذهب إليه سيبويه ففاسد كما قال.
ومن ذلك ما رواه الحلواني عن قالون عن شيبة: {أو آوِيَ} بفتح الياء. ورُوي أيضًا عن أبي جعفر مثله. قال ابن مجاهد: ولا يجوز تحريك الياء هاهنا.
قال أبو الفتح: هذا الذي أنكره ابن مجاهد عندي سائغ جائز؛ وهو أن تعطف {آوِيَ} على {قوة} فكأنه قال: لو أن لي بكم قوة أو أُوِيًّا إلى ركن شديد. فإذا صرت إلى اعتقاد المصدر فقد وجب إضمار أن ونصب الفعل بها، ومثله قول مَيْسُون بنت بَحْدَل الكليبية:
للبسُ عباءة وتقرَّ عيني ** أحب إلى من لُبس الشفوف

فكأنها قالت: للبس عباءة وأن تقر عيني؛ أي: لأن ألبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من كذا، وعليه بيت الكتاب أيضًا:
فلولا رجالٌ من رِزَامٍ أعزَّةٌ ** وآلُ سُبيع أو أَسُوءك عَلْقَمَا

أي: أو أن أسوءَك، فكأن قال: أو مساءَتي إياك، فكذلك هذه القراءة: لو أن لي بكم قوة أو أُوِيًّا؛ أي: أن آوِيَ إلى ركن شديد، وهذا واضح.
ومن ذلك قراءة يحيى والأعمش: {يُجْرِمَنَّكُمْ}.
قال أبو الفتح: جَرَم الرجل ذنبًا إذا كسَب الْجُرْم، ثم ينقل فيقال: أَجْرَمْتُه ذنبًا إذا كسبته إياه، فعليه جاء: {لَا يُجْرِمَنَّكُم} أي: لا يَكْسِبَنَّكم بُغْضُ القوم تركَ العدل، كما يدعو الإنسان الحِفْظَة والغضب إلى ما يَحوب فيه وينال من دينه.
ومن ذلك قراءة السلمي: {بَعُدَتْ ثَمُودُ} بضم العين.
قال أبو الفتح: أما بَعُدَ فيكون مع الخير والشر، تقول: بَعُدَ عن الشر، وبَعُدَ عن الخير، ومصدرها البُعْدُ، وأما بَعِدَ ففي الشر خاصة، يقال: بَعِدَ يَبْعَدُ بَعَدًا، ومنه قولهم: أَبْعَدَه الله، فهو منقول من بَعِدَ؛ لأنه دعاء عليه، فهو من بَعِدَ الموضوعة للشر. فقراءة السلمي هذه: {أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعُدَتْ ثَمُودُ} متفقة الفعل مع مصدره، وإنما السؤال عن قراءة الجماعة: {أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ}.
وطريق ذلك أن يكون البُعْدُ بمعنى اللعنة، فيكون أبعده الله في معنى لعنه الله، ومنه قوله:
ذَعَرْتُ به القَطَا وَنَفَيْتُ عنه ** مُقَام الذئب كالرجل اللَّعِين

أي: مقام اللعين؛ أي: الْمُبْعَد، وعلى كل حال فالإبعاد للشيء نقص له وابتذال منه، فقد يلتقي معنى بَعِدَ مع معنى بَعُدَ من هذا الموضع، ألا ترى أنهم إذا أَدْنَوْا شيئًا من نفوسهم قالوا: هو الحبيب القريب، فالقرب على كل حال من صفات المدح، فنقيضه إذن من صفات الذم، ولهذا قالوا: حبذا زيد، ولم يقولوا: حبذاك؛ لأنه موضع بِشَارَة وتَحَفٍّ به، فالقرب أولى به من البعد؛ ولهذ قالوا فيمن يُصطفى: قد أدناه منه، وقد قرُب من قلبه، وعليه قال:
ودارٌ أنت ساكنها ** حبيب تَوَددُهَا إلى قلبي قريب

فهذا طريق قراءة الجماعة: {أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ}، وإن شئت كان من هذا الطَّرْز1، وإن شئت كان من معنى اللعنة.
ومن ذلك قراءة الزهري وسليمان بين أرقم: {لَمًّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} بالتنوين. ابن مسعود والأعمش: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ}.
قال أبو الفتح: أما {لَمًّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} بالتنوين، فإنه مصدر كالذي في قوله سبحانه: {وَيأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا} أي: أكلًا جامعًا لأجزاء المأكول، فكذلك تقدير هذا: وإنَّ كلا ليوفينهم ربك أعمالهم لَمًّا؛ أي: توفية جامعة لأعمالهم جميعًا، ومحصلة لأعمالهم تحصيلًا، فهو كقولك: قيامًا لأقومن، وقعودًا لأقعدن.
وأما {إِنْ كُلٌّ إِلَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} فمعناه: ما كُلٌّ إلا والله ليوفينهم، كقولك: ما زيد إلا لأضربنه؛ أي: ما زيد إلا مستحق لأن يقال فيه هذا، ويجوز فيه وجه ثانٍ؛ وهو أن تكون {إن} مخففة من الثقيلة، وتجعل {إلا} زائدة، وقد جاء عنهم ذلك، قال:
أرى الدهر إلا منجنونا بأهله ** وما طلب الحاجات إلا مُعَلَّلا

أي: أرى الدهر منجنونًا بأهله يتقلب بهم، فتارة يرفعهم، وتارة يخفضهم. وعلى ذلك أيضًا تأولوا قول ذي الرمة:
حَراجيجُ ما تنفك إلا مُنَاخَةً ** على الْخَسف أو تَرْمي بها بلدًا فقرا

أي: ما تنفك مناخة، وإلا زائدة.
ومن ذلك قراءة طلحة وقتادة والأشهب، ورُويت عن أبي عمرو: {ولا تَرْكُنُوا} بضم الكاف.
قال أبو الفتح: فيها لغتان: رَكِنَ يَرْكَنُ كعلم يعلم، ورَكَن يَرْكُنُ كقتل يقتل، وحُكي عنهم رَكَن يَرْكَن فَعَل يَفْعَل، وهذا عند أبي بكر من اللغات المتداخلة؛ كأن الذي يقول: ركَن بفتح الكاف سمع مضارع الذي يقول: ركِن، وهو يركَن، فتركبت له لغة بين اللغتين، وهي رَكَن يَرْكَن، وقد ذكرنا في كتابنا الخصائص بابًا في تركيب اللغات.
وعليه كان أبو بكر يقول أيضًا في قولهم ضَفَن4 الرجل يَضْفِن: إن قائل ذلك سمع قولهم: ضَيْفَنَ5، وظاهر لفظ ذلك أن يكون فَيْعَلا؛ لأنه أكثر في الكلام6 من فَعْلَن؛ فصارت نون ضَيْفَن وإن كانت زائدة كأنها أصل لما ذكرناه. فلما استعمل الفعل منه جاء به على ذلك فقال: ضَفَن يَضْفِن، فضَفَن يَضْفِن على حقيقة الأمر إنما هو فَلَن يَفْلِن؛ لأن الضاد فاء والفاء لام، وعين ضيف التي هي ياء محذوفة للشبهة الداخلة هناك من حيث ذكرنا، وله نظائر.
ومن ذلك قراءة يحيى والأعمش وطلحة بخلاف ورواه إسحاق الأزرق عن حمزة: {فَتِمَسَّكُمُ النَّارُ}.
قال أبو الفتح: هذه لغة تميم، أن تكسر أول مضارع ما ثاني ماضيه مكسور، نحو: علمت تِعْلَم، وأنا إِعْلَم وهي تِعْلَم، ونحن نِرْكَب، وتقل الكسرة في الياء، نحو: يِعْلَم، ويِرْكَب؛ استثقالًا للكسرة في الياء، وكذلك ما في أول ماضيه همزة وصل مكسورة، نحو: تِنْطَلِق، ويوم تِسْوَدُّ وجوه وتِبْيَضُّ وجوه، فكذلك: {فَتِمَسَّكُمُ النَّارُ}.
فأما قولهم: أَبَيْتَ تِيبَي فإنما كسر أول مضارعه وعين ماضيه مفتوحة من قِبَل أن المضارع لما أتى على يَفْعَل- بفتح العين- صار كأن ماضيه مكسور العين حتى كأنه أَبِيَ، وقد شرحنا ذلك في كتابنا المنصف.
ومن ذلك: {وزُلُفًا} بضم الزاي واللام، قرأ بها أبو جعفر يزيد وطلحة بن مصرف بخلاف، وعيسى وابن أبي إسحاق، وقرأ: {وزُلْفًا} بضم الزاي ساكنة اللام ابن محيصن ومجاهد.
قال أبو الفتح: مَن قال: {زُلُفًا} بضم الزاي واللام جميعًا فواحدته زُلُفَة، وكبُسُرة وبُسُر فيمن ضم السين، ومَن قرأ: {زُلْفًا} بسكون اللام فواحدته زُلْفَة، إلا أنه جمعه جمع الأجناس المخلوقات، كبُرَّة وبُرّ، ودُرَّة ودُرّ؛ وذلك أن الزُّلْفَة جنس من المخلوقات وإن لم يكن جوهرًا، كما أن الدرة والبرة جوهر جنس من الجواهر. وعلى هذا أجاز أبو العباس في قولنا: ضربت ضربًا أن يكون جمع ضربة كحبة وحب، ومثله قول الآخر:
حتى اتَّقَوْهَا بالسلام والتَّحِي

والزُّلْفَة: الطائفة من الليل. وأما قراءة الجماعة: {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} فعلى الظاهر، نحو: غرفة وغرف، وصُفَّة وصُفَف.
ومن ذلك قراءة جعفر بن محمد والعلاء بن سَيَابَة، ورواه حسين الجعفي عن أبي عمرو: {وَأُتْبِعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} بضم الهمزة، وإسكان التاء، وكسر الباء.
قال أبو الفتح: هو عندنا على حذف المضاف؛ أي: أتبع الذين ظلموا جزاء ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين؛ أي: جزاء ما أُترفوا فيه وأجرموا فلم يشكروا؛ بل أُترفوا فيه مجرمين ظالمين. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة هود مكية وآيها مائة وعشرون وواحدة حرمي وبصري إلا المدني الأول وثنتان فيه وشامي وثلاث كوفي خلافها سبع {مما تشركون} كوفي وحمصي في {قوم لوط} حرمي وكوفي ودمشقي {من سجيل} مدني {أخير} ومكي {منضود} و{إنا عاملون} غيرهما {إن كنتم مؤمنين} حمصي وحرمي {مختلفين} غيره مشبه الفاصلة تسعة {الر} {وما يعلنون} {إنما أنت نذير} {فسوف تعلمون} {سوف تعلمون} {وفار التنور} {فينا ضعيفا} {يوم مجموع} وعكسه واحد {كما تسخرون} القراءات سكت على كل حرف من {الر} أبو جعفر وأمال راءها أبو عمرو وأبن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وعن ابن محيصن {يمتعكم} بسكون الميم وتخفيف التاء من أمتع كقراءة ابن عامر {فأمتعه} وشدد البزي بخلفه {وإن تولوا} وعن ابن محيصن {تولوا} بضم التاء والواو واللام مبنيا للمفعول على أنه فعل ماض وضم ثانية كأوله لكونه مفتتحا بتاء المطاوعة وضمت اللام أيضا وإن كان أصلها الكسر لأجل الواو بعدها والأصل توليوا كتدحرجوا حذفت ضمة الياء ثم الياء فبقي ما قبل واو الضمير مكسورا فضم لأجلال الواو فوزنه تفعوا بحذف لامه وفتح ياء الإضافة من إني أخاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وعن ابن محيصن {ويعلم مستقرها ومستودعها} ببناء الفعل للمفعول ورفع الاسمين وعن المطوعي {أنكم مبعوثون} بفتح الهمزة على أنها بمعنى لعل أو يضمن القول معنى ذكرت.
وقرأ: {إلا سحر} الآية 7 على وزن فاعل حمزة والكسائي وخلف والباقون {سحر} بلا ألف وفتح ياء الإضافة من عني أنه نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وعن الحسن والمطوعي {يوف إليهم} بياء الغيب والجمهور بنون العظمة وسبق ضم هاء {لديهم} و{عليهم} لحمزة ويعقوب وعن الحسن {مرية} بضم الميم لغة أسد وتميم.
وقرأ: {يضعف} الآية 20 بالتشديد والقصر ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب ومد {لا جرم} وسطا حمزة بخلفه للمبالغة، وأمال {كالأعمى} حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.
وقرأ: {تذكرون} الآية 24 بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف.
واختلف في {إني لكم نذير} الآية 25 فنافع وابن عامر وعاصم وحمزة بكسر الهمزة على إضمار القول وافقهم الأعمش والباقون بالفتح على تقدير حرف الجر أي بأني وفتح ياء الإضافة من إني أخاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر.
وأمال {ما نريك} {وما نري} {ولنريك} أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق.
وقرأ: {بادئ} الآية 27 بالهمز أبو عمرو أي أول الرأي بلا روية وتأمل بل من أول وهلة والباقون بغير همز ويحتمل أن يكون كما ذكر وأن يكون من بدأ ظهر أي ظاهر الرأي دون باطنه أي لو تأمل لظهر وهو في المعنى كالأول وأدغم لام {بل نظنكم} الكسائي.
وقرأ: {أرأيتم} الآية 27 بتسهيل الثانية نافع وأبو جعفر وللأزرق أيضا إبدالها ألفا فيشبع المد وحذفها الكسائي.
واختلف في {فعميت عليكم} الآية 28 هنا فقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف بضم العين وتشديد الميم أي عماها الله عليكم وقرأ به أبي وافقهم الأعمش والباقون بفتح العين وتخفيف الميم مبنيا للفاعل وهو ضمير أي خفيت وخرج بهنا موضع القصص المتفق على تخفيفه وفتح ياء الإضافة من {أجري} إلا نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر ومن {ولكني أراكم} نافع والبزي وأبو عمرو وأبو جعفر ومن إذا و{نصحي إن أردت} نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وخفف ذال {تذكرون} حفص وحمزة والكسائي وخلف وأدغم دال {قد جادلتنا} أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف.
وقرأ: {ترجعون} الآية 34 بفتح أوله وكسر الجيم يعقوب.
وقرأ {بريء} بالإبدال مع الإدغام أبو جعفر بخلفه وبذلك وقف حمزة وهشام بخلفه وتجوز إشارة بالروم والإشمام وحكى الحذف ولا يصح.
وقرأ {جاء أمرنا} بإسقاط الأولى قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب قرأ ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين وللأزرق وجه ثان وهو إبدالها ألفا فيشبع المد وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الأولى ومن طريق غيره تحقيقها وتسهيل الثانية وبإبدالها كالأزرق والباقون بتحقيقهما.
اختلف في {من كل زوجين} الآية 40 هنا {وقد أفلح} الآية 27 فحفص بتنوين كل فيهما على تقدير محذوف رضي عنه التنوين أي من كل حيوان وزوجين مفعول باحمل وافقه الحسن والمطوعي والباقون بغير بغير تنوين على إضافة كل إلى زوجين فاثنين مفعول احمل ومن كل زوجين محله نصب على الحال من المفعول كأنه كان صفة للنكرة فلما قدم عليها نصب حالا.
واختلف في {مجراها} الآية 41 فحفص وحمزة والكسائي وخلف بفتح الميم مع الإمالة من جرى ثلاثي ولم يمل حفص في القرآن العزيز غيرها كما تقدم وافقهم الشنبوذي والباقون بالضم من أجرى أمالها منهم أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وقلله الأزرق وأمال {مرساها} حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق بخلفه على قاعدته كما صوبه في النشر وإن اقتضى كلام العنوان فتحها فقط وعن المطوعي فتح الميمين مع الإمالة من جرى ورسى وعن الحسن مجريها ومرسيها بياء ساكنة فيهما بدل الألف مع كسر الراء والسين اسما فاعلين من أجرى وأرسى بدلان من اسم الله تعالى.
واختلف في {يا بني} الآية 42 هنا ويوسف الآية 5 وفي لقمان ثلاثة الآية 13 16 17 وفي الصافات الآية 102 فحفص بفتح الياء في الستة ذلك لأن أصل ابن بنو صغر على بنيو فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت فيها ثم لحقها ياء الإضافة فاستثقل اجتماعها مع الكسرة فقلبت ألفا ثم حذفت الألف اجتزاء عنها بالفتحة وقرأ أبو بكر هنا كذلك بالفتح وقرأ ابن كثير الأول من لقمان {يا بني لا تشرك بالله} بسكون الياء مخففة واختلف عنه في الأخير منها {يا بني أقم الصلاة} فرواه عنه البزي كحفص ورواه عنه قنبل بالتخفيف مع السكون كالأول وافقه ابن محيصن على التخفيف فيهما وعن المطوعي كذلك في هود ولا خلاف عن ابن كثير في كسر الياء مشددة في الأوسط من لقمان {يا بني إنها} وبه قرأ الباقون في الستة وأدغم باء {اركب} الآية 42 في ميم {معنا} أبو عمرو والكسائي ويعقوب واختلف عن ابن كثير وعاصم وقالون وخلاد والوجهان صحيحان عن كل منهم والباقون بالإظهار وأشم {قيل} {وغيض} هشام والكسائي ورويس وقرأ {يا سماء أقلعي} بإبدال الثانية واو مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وعن المطوعي {الجودي} بسكون الياء مخففة لغة فيه.
واختلف في {إنه عمل غير} الآية 46 فالكسائي ويعقوب بكسر الميم وفتح اللام فعلا ماضيا من باب علم ونصب غير مفعولا به أو نعتا لمصدر محدوف أي عملا غير والضمير لابن نوح عليه السلام والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة على أنه خبر إن وغير بالرفع صفة على معنى أنه ذو عمل أو جعل ذاته ذات العمل مبالغة في الذم على حد رجل عدل فالضمير حينئذ لابن نوح ويحتمل عوده لترك الركوب أي إن تركه لذلك وكونه مع الكافرين عمل غير صالح وأما من جعله عائدا إلى السؤال المفهوم من النداء ففيه خطر عظيم ينبغي تنزيه الرسل عنه ولذا ضعفه الزمخشري.
واختلف في: {فلا تسألن} الآية 46 فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر بفتح اللام وتشديد النون وفتحها منهم ابن كثير والداجوني عن هشام وافقهما ابن محيصن والباقون بإسكان اللام وتخفيف النون وكلهم كسر النون سوى ابن كثير والداجوني كما مر فوجه التشديد مع الفتح أنها المؤكدة ولذا بنى الفعل ومع الكسر أنها المؤكدة الخفيفة أدغمت في نون الوقاية ووجه التخفيف والكسر أنها نون الوقاية والفعل مجزوم بالناهية فسكنت اللام والياء مفعولة الأول ومن حذفها فللتخفيف وما مفعوله الثاني بتقدير عن واثبت الياء فيها وصلا أبو عمرو وأبو جعفر وورش وفي الحالين يعقوب والوقف لحمزة بالنقل وأما بين بين فضعيف جدا يأتي موضع الكهف في محله إن شاء الله تعالى وفتح ياء الإضافة من إني أعظك وإني أعوذ بك نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر واتفقوا على تسكين ترحمني أكن وتقدم إدغام تغفر لي لأبي عمرو بخلف عن الدوري وكذا إشمام قيل وقرأ من إله غيره بخفض الراء وكسر الهاء الكسائي وأبو جعفر كما مر بالأعراف وفتح ياء الإضافة من أجري إلا نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص وأبو جعفر ومن فطرني أفلا نافع والبزي وأبو جعفر ومن إني أشهد الله نافع وأبو جعفر.